فوضى البودكاست العربي.. بين الإثراء والهبة

حصة الفهيد

في وقتنا الحالي أصبح الجميع لديه القدرة على صناعة المحتوى الذي يريد تقديمه سواء كانوا جماعات أو حتى فرد واحد، باستخدام مختلف الوسائل والمنصات، وبدأت تجربة البودكاست في الوطن العربي في أواخر العقد الأول من القرن الـ 21 مع بدايات انتشار الإنترنت. ويعد البودكاست التقنية الأكثر تطورًا من الراديو التقليدي، ذكَرَت صحيفة "سكاي نيوز عربية" أن منصة البودكاست تزايد الإقبال عليها منذ جائحة كورونا، نظرًا لأحوال الناس في تلك الفترة وساعات الفراغ الطويلة لذا كان البودكاست الصديق الذي يملأ في ذلك الوقت الفراغ. 

كان ولازال هناك مبادرات لإثراء المحتوى العربي من خلال تقنية البودكاست، ومن إحدى المبادرات "إذاعة ثمانية" التي ولازالت حتى الآن تساهم في تغذية المحتوى العربي بالمعرفةِ التي يرونها أنها حاجة من احتياجات المجتمع.

في العاميين الماضيين تقريبًا بدأت برامج البودكاست في تزايد مذهل بخلاف السنوات الماضية التي كانت تنحصر فقط على البرامج البارزة، وعلى كثرتها إلا أن المعروف والبارز منها قليل جدًا، وكثير من برامج البودكاست التي تنتج الآن من مختلف الأفراد تفتقر إلى التخطيط, والبعض يتخذ هدفه من إنشاء البودكاست أنه (هبة) وترند والكل أصبح لديه بودكاست دون هدف أو تخطيط، وللأسف بعض البرامج تُقدم أفكار باطنها ملوث ومسموم مغلفة بشكلٍ جميل. ضعف المحتوى المقدم في البودكاست كان تحدي تواجهه المنصة منذ بداياتها، وصار نجاح البودكاست قائم على اختيار الضيف.

الإعلام مسؤولية على كل صانع محتوى أن يقدم المحتوى ذو الجودة العالية، يسبقه تخطيط قبل نشر أي شيء، والإتقان هي إحدى مناهج ديننا الإسلامي الذي يحثنا على التحسين والجودة، وتقديم العمل السليم الهادف الخالي من أي فكر مُدنس، ويأتي دور المجتمع العربي في دعم البرامج الهادفة التي تقدم لهم المعرفة والأفكار النقية لتشجيعهم وتطويرهم إلى أفضل مستوى.

تم عمل هذا الموقع بواسطة