حصة الفهيد
ياسر بن بدر الحزيمي مدرب تطوير الذات ومختص في التنمية البشرية، حاصل على بكالوريوس في تخصص اللغة العربية من جامعة الملك سعود، وعلى دبلوم عالي في الإرشاد الأسري من جامعة الملك فيصل، قام بعدة مهام في مجال التعليم، حيث عَمَلَ أستاذ ياسر معلمًا للغة العربية، ثم مديراً للمدرسة، ثم عمل في وظيفة مشرف تربوي لمركز تطوير للتدريب والمهارات بإدارة وزارة التربية والتعليم بالمجمعة، ثم شغل منصب مديرًا لمجمع الأندية الطلابية بإدارة وزارة التربية والتعليم بالمجمعة، ويعمل الآن مشرفًا على وكالة تطوير المهارات بجامعة المجمعة، قَدَّمَ أيضًا برنامج (رباعيات) على قناة السعودية في شهر رمضان لعام 1445هـ.
أصدر عدة كتب ومنها كتاب الشخصية القوية، وصعود بلا قيود، وكتاب المتحدث البارع، وتواقيع، واتجه الحزيمي من مجال التعليم إلى مجال التنمية البشرية والذات والعلاقات، وذلك لإصداره كتاب كامل يتحدث عن الذات وهو كتاب (الشخصية القوية) الذي نشر في عام 2017، ويتحدث الكتاب عن كيف تكون الشخصية جيدة لكي تعيش وسط الناس لأن يرى الحزيمي أن أكثر المشاكل التي يعاني منها المجتمع من الأفراد والعلاقات أكثر من أي مشاكل أخرى.
ونالت إحدى عباراته تداولاً كبيرًا بين الطلاب أثناء فترة الامتحانات كان يقول فيها "درجاتي ليست دليل قدراتي"، وكانت تُضيف في تلك الفترة نوع من الطرافة والضحك، هذه العبارة قدّمها الحزيمي للمتعثرين الذين أخفقوا ويعتقدون أن درجاتهم هي من تحدد قيمتهم، وعبّر عنها أن الدرجات هي تُعبر عن جزء منك وأنها حصيلة اجتهاد الفرد، ولكن لا تعبر عنه أو تحدد قيمته.
وفصّل ياسر الحزيمي عن العلاقات في حلقة إذاعة ثمانية ولاقت هذه الحلقة على إعجابًا شديدًا من المشاهدين، وبلغ عدد المشاهدات ١٠٠ مليون مشاهدة، أبحر فيها الحزيمي عن العلاقات وأركانها وأن علاقة الإنسان مع ربه تتمثل في الركن الأول من أركان العلاقات، وكيف أن العلاقة بالخالق تؤثر في التعامل مع المخلوقين، ويأتي الركن الثاني العلاقة مع الذات وتقديرها وتقبلها، وأن الثقافة والقدرات والاهتمامات تُعبر عن الفرد ذاته وتعد مصدرًا لتكوين العلاقات مع الآخرين، ويرى الحزيمي أن قدرات الفرد لها تدخل في تكوين العلاقات وعبّر عنها بمعادلة، وهي أن كلما زادت قدراتك كلما زاد احتياج الناس إليك وزاد استغناؤك عنهم، وكلما قلّت قدراتك زاد احتياجك للناس وزاد استغناء الناس عنك، وتتفاوت جميع العلاقات في ترتيبها الاجتماعي فكل شخص لديه رقم اجتماعي يختلف باختلاف المكانة والمكان، قد يكون الشخص في مكانٍ ما رقم واحد ويختلف إذا كان في مكانٍ آخر، فهذه قاعدة تَقَبُل تساعد الفرد على أن يتعايش مع كثير من المواقف التي تواجهه في العلاقات، وتدل أيضًا على نضجه في معرفتهِ أن العموم تختلف أرقامهم الاجتماعية باختلاف سلطاتهم، سواء كانت لديه سلطة دينية أو علمية أو سلطة الشهرة، أو سلطة إنسانية وكذلك الأخلاقية وهي أقوى السُلطلات، لأن الأخلاق هي أنبل مافي الإنسان، وهي التي تحافظ على صيته ومكانته حتى في غيابه.
وتوّلد في الفترات الأخيرة إصدارًا جديدًا لنوع من أنواع العلاقات، وهي علاقة الرجل بالمرأةِ في العمل، وينظر لها بعض أفراد المجتمع على أنها نوع من العلاقات التي تُقام في حياتُنا الاجتماعية تحت اسم (علاقتنا علاقة صداقة)، ينظر إليها الحزيمي على أنها علاقات غير فطرية وغير شرعية في الأصل، ولا تعد من إحدى حلقات العلاقات لإقامة الحب والصداقة، لأن موعد انقطاع هذه العلاقة يكون بعد انتهاء الطرفين من العمل، ولايرتجي أي طرف من أطراف هذه العلاقة أي ضمان فيها، لا ضمان للمشاعر، ولا ضمان لاستمرارها، ويرى أن حل التعامل مع هذه العلاقة هو اتّباع منهج أوامر الله سبحانه وتعالى المتعلقة بعلاقة الجنسين، كأمره بغض البصر في قوله تعالى: [قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم] [النور: ٣٠]، وأمور أخرى تتعلق بالنساء، وهي أن لا يخضعن في القول، وعدم الخلو بالمرأة، وأن لا يبدين زينتهن، وهذه الأمور الواجبة هي الأساس لبناء الحدود المتينة ومعرفة طريقة التواصل بين الطرفين.
وملخص العلاقات في نظر الحزيمي أن كل العلاقات منبع وهدف إقامتُها هو الحاجة وهذه قاعدة أساسية في العلاقات، ورؤيته للعلاقات على أنها هندسة تحتاج من الفرد أن يتوعى بها ويعرف حدودها وحقوقها سواء مع ذاته أو مع الآخرين؛ لكي يصل إلى طرق أو مفتاح التعامل مع الأنواع المختلفة من العلاقات.
وختامًا، يعد ياسر الحزيمي أحد الشخصيات المهتمة في مجال التدريب والتطوير والتنمية البشرية، ومهتم بنشر المعرفة والقيم والكتابة عن الذات والعلاقات، ومعرفته في هذا المجال أسهمت في توعية الأفراد حول علاقتهم بأنفسهم وتنظيم علاقاتهم مع الآخرين.